السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
لعل الكثير لا يعلم ما أعنيه بكلمة السكيزوفرينيا لأوضح لكم ذلك :-
هي الفصام , والفصام هي حالة إنفصام الشخصية عندما يشعر الشخص المصاب بأنهُ شخص آخر أو شخص ما يمتاز بميزة نادرة الوجود ..
هذا المرض لهُ عدة أُوجه ولكنني سأختص بالإضطراب الفكري
الذي يؤثر على أخلاق هذا الشخص حيث يفقد القدرة على التفكير بشكل واضح
ومنطقي ومترابط , كما يؤدي إلى اقتناعه بأفكار غير صحيحة اقتناعاً تاماً ,
وقد يحمل معتقدات غريبة متنوعة مثل تحكم كائن من الفضاء بأفعالهِ وتحركاته
أو أن الآخرين يستطيعون قراءة أفكاره وزرع أفكار جديدة في عقلهِ أو تحدث
الشيخ في التلفاز عنهُ شخصياً وغير ذلك...(ندعوا الله لهُ الشفاء) ..
هناك من هم يعانون من هذا المرض بحقيقة واضحة للعوام , وهناك من يستخدمون نقاط هذا المرض بحقيقة مخفية خلف الغمام ,,
**
جميل جداً أن أجد تلك الروح البشرية النقية التي تتسم بنبل الأخلاق بالوفاء , والكرم , والصدق , والتواضع , والتسامح , والتغاضي عن الأخطاء البسيطة العادية , والعفو عند المقدرة , وحب الناس , والوقوف مع الحق , ومحاربة الظلم , وقول الرأي المحايد , ومساعدة المحتاج < يا الله عندما تجتمع كل هذه الصفات في شخصية واحدة , لعل الكثير يقول أنها من المستحيل ولكنها موجودة في حقيقة الوضع في كل كائن بشري من بني الآدم ولكنهم للأسف _ وللأسف الشديد أصيبوا بالمسخ الأخلاقي في بعضاً منها , ولا أحبذُ الإجماع بكل الصفات ولكن لابد لنا من الإعتراف ببعضها لنريح كاهلِ هذه النفس ..
**
عندما نصبح إنتهازيون وأنانيون لوقوف على نجاحات الغير< نحن نعاني من السكيزوفرينيا..
عندما ننبي مصالحنا على علاقات عابرة لمصلحة شخصية < نحن نعاني من السكيزوفرينيا..
عندما نبخل عن إعطاء المحتاج ومساعدة الفقراء < نحن نعاني من السكيزوفرينيا..
عندما نصاب بإنحلال القيم الأخلاقية في مواقفنا < نحن نعاني من السكيزوفرينيا..
عندما نخون العهد والميثاق والوفاء والأمانة < نحن نعاني من السكيزوفرينيا..
عندما نتكبر ونرى الخلق بعين الكبرياء < نحن نعاني من السكيزوفرينيا..
عندما نكذب ونقول الزور ونتهم ونشتم < نحن نعاني من السكيزوفرينيا..
عندما ننبذ التسامح في أموراً بسيطة < نحن نعاني من السكيزوفرينيا..
عندما نرضى بالخطأ لتحقيق أمراً ما < نحن نعاني من السكيزوفرينيا..
عندما نعلم بالظلم والحق ونصمت < نحن نعاني من السكيزوفرينيا..
عندما وعندما وعندما < أعتقد بأنني بحاجة إلى متصفح آخر , فقط يخص / عندما ...
آمنتُ بأننا نعاني من الكثير والكثير من هذا المسخ الأخلاقي , حتى وإن كنا نخشى قولهُ خشيت أن يعرفنا الجميع على حقيقتنا , بعكس هذا المريض الذي يكون واضحٌ للجميع تارة وما بينهُ وبين نفسهِ تارة آخرى..
**
أعتقد
بل وأجزم بأننا بحاجة إلى الشجاعة إلى الإعتراف والإثبات بما فعلناه , وأن
نقبل لوم النفس لنا على أخطائنا , فإيماني بأن كل هذه النفوس البشرية خلقت
طاهرة نقية ولكننا نحن البشر من نجسها بهذه الصفات التي لم ينتهجها ديننا
ولم يعلمنّا عليها رسولنا الكريم محمد عليه أفضل صلاة وأتم تسليم ..
لا أبحث
هنا عن الكتابة إليكم لمجرد وضع هذا الموضوع بين يديكم , ولكنني أطلب منكم
طلباً بسيط أن تأخذوا فكركم إلى ماضيكم وإلى كل تلك الأخطاء وأن تجيبوا عن هذه الأسئلة التالية بينكم وبين أنفسكم :-
& كيف لكم أن تناموا ؟ ماذا عن أحلامكم وأنتم تملكون كل هذه الأخطاء ؟ هل هي سعيدة ؟ أم هي مسخ أحلام واقعكم الأليم ؟
& كيف هي ضمائركم ؟ هل تشعر بإستجمام الراحة والمصداقية ؟ أم أنها أصبحت متبلدة مصابة بكومة أخطاء لا تستطيع أن تزحيها فترضى بكل ما يقع فوقها ؟
**
نحن بشر ونقع في الأخطاء , ونعلم جيداً أن الوقوع في الأخطاء ليس خطأ ولكن الإستمرار بها هو الخطأ الحقيقي , ونعلم جيداً أن هناك من يحملون مثل تلك الاخطاء ويختبئون خلفها وخلف ستار القيم الأخلاقية بسكينة و وقار تجعلنا نخاطبهم : آلآ تخافون يوماً تتحدث فيه ألسنتكم عن كل ما قمتم بهِ ؟
منقوول