الأسرة بين بستان السعادة وبئر الأحزان

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا اهلا وسهلا فيكم اتفضلو ادخلوا
روحي يا يمه صحي ابوك واحكيله جيرانا اجو يسهرو معنا ،،
هاي بنتك ما شاء الله عليها صارت صبيه وكبرت بسرعه ، تعالي جنبي حبيبتي ابوسك ...
الله يرضى عليك تعالي يا يمه ما تخجلي من خالتك اقعدي جنبها وخليك معنا تتعلمي منا الحياه وتقدري تواجهي الواقع .

يا ليت بنتي مثلها
السبب انتي . اكيد ما بتعاملي بنتك مليح وما بتتقربي منها وتعتبريها صديقك وتفهميها الحياه وتتكلمي بمشاكلها معها.

هلا جار تعال نقعد بالحوش الهوا برد الروح ، معك حق والله الجلسه بالحوش بترد الروح.

اتفرج على هذا الولد ما شاء الله عليه دايما اشوفه بالجامع وبصلاة الفجر نفسي اجي قبله
عقبال اولادي الله يصلحهم مو شاطرين الا بالاغاني والبلاي ستيشن ، مش عارف شو الحل معهم
لا حول ولا قوة الا بالله كل يوم على هذا المنوال ،،،الله يعين ابن جيرانا
وبنتهم على ابوهم وامهم دايما مشاكل وطوش على اتفه الاسباب واولادهم ضايعين
بينهم

يا ولد اسكت جننتني روح اقلب وجهك العب بعيد عني بلاش اضربك واكسر راسك،وخليني اعرف احكي مع عمك .
يا ابن الحلال مش هيك التربيه هذا صغير، علمه بطريقة احسن من هيك بلاش يطلع
معقد وبخاف وضعيف شخصيه وما عنده ثقه فيك ولا بنفسه، ويضيع بحياته ويتعرف
على ناس سوء او يفهم الحياه غلط .
شوف ابني وبنتي مشان بنعاملهم بهدوء وبنحكي معهم وبنفهمهم الصح من الغلط
واحنا بالنسبه الهم اصدقاؤهم وما بخبو عنا شي ودائما بحكولنا شو بصير معهم
وبنتكلم مع بعض بهدوء وجو فرح ومزح وانبساط ،شوفهم كيف طالعين متزنين والهم
شخصيه وواثقين من نفسهم وفينا والصغار بحبوهم وبلعبو معهم ..

هذه بعض مشاهد وصور نتعايش معها كل يوم بمحيط عربي من المحيط للخليج
ضمن مؤسسة الأسرة الواحدة داخل البيت ،والمؤسسة الاجتماعيه بالعلاقات بين افراد الأسرة والمجتمع مع بعضهم البعض.

الأب والأم هم اعمدة هذه الأسرة وابناؤهم هم واجهة الأسرة امام الأخرين .
جمال العلاقة بين الأب والأم ينعكس نوره على الأبناء وحياتهم .

فالأب والأم بعلاقتهم مع بعضهم البعض وعلاقتهم مع ابناؤهم ، إما يزرعون بستان مليء بورود الحب والسعاده..

وبالتعاون فيما بينهم وبين اولادهم ينزعون الشوك والحجاره المؤذية من بستانهم والذي هو عبارة عن حياتهم السعيده .

أو أنهم يبنون بئر يعبئونه بماء خليط من مياه الصبار والاشواك والحجارة
الملوثه ، فيشربون منها لتنخر حياتهم الأمراض والألم ولا يستطيعوا أن يعيشو
حياة متماسكة ليساعدو بعضهم البعض فيقع الأب والأم بعراك بينهم ويتناسوا
ابناؤهم ومرضهم وألمهم , مما يحث الأبناء البحث عن الراحة وعن انفسهم
واحتياجاتهم بأي طريقة ومع أي أشخاص بعيدا عن الأب والأم وجوهم المتعكر
والملوث . لأن الأبناء يعيشون بشتات وضياع بين مشاكل الأب والأم من جهة ،
وبين احتياجاتهم ومشاكلهم وحياتهم من جهة أخرى .

هنا أخاطب جيل المستقبل ، هذا الجيل الواعد والمنفتح على كافة الأمور المختصه بالحياة بمختلف أشكالها وصورها
أنتم من تتعايشون مع هذا الواقع الأسري سواء السعيد منه أو المؤلم منه.

هنا أدعوكم من خلال واقعكم وتجاربكم ومشاهداتكم لما يجري وما يحصل والتفاوت
الاخلاقي ومنابع المعرفة لديكم . أن تكونوا ذو ادراك وفهم لما يحصل سواء
معكم أو مع غيركم فتسلكون الطريق الصحيح وتتجنبون الأخطاء بتجاربكم وتجارب
غيركم ..

ما لا يعجبكم ولا يرضيكم وما ينقصكم بحياتكم تحت ظل أهلكم . تجنبوه عند زواجكم حتى لا يقع به أولادكم بعد زواجكم وإنجابكم لهم.

أنظروا للمستقبل نظرة صحيحه وايجابية ضمن القرآن وسنة سيدنا محمد عليه افضل
الصلاة وأتم التسليم ،، وتتعلمون الطرق الصحيحة للتربية والتعامل مع
الأبناء من لحظة نطقهم لكلمة بابا وماما وتقليدكم بافعالكم وكلامكم
وتعاملكم
مع بعضكم البعض أو بتعاملكم معهم ..

أنتم الزوج والزوجه بالمستقبل ، وأنتم بناة الأجيال القادمة ، وأنتم من ستنجبون ذكور وأناث مسلميين .

لتختاروا لأنفسكم حياة ايجابية صحيحة متبعين القرآن والسنة ..وتنبو حياتكم
معاً حسب نظامكم وفكركم ورؤيتكم لحياتكم. وليس حسب ما يرونهم الناس وما
يفعله الناس...

فالقرآن والسنة قد وضع بين ايدينا أفضل الطرق للتربية . وهي تصلح لكل زمان ومكان
فلتبنوا الأجيال القادمة بناء صحيح وتبعدوهم عن سوء الفهم بينكم وخلافاتكم
كزوج وزوجة . فلا تشركوهم خلافاتكم كما الأجيال الماضية . ولا تجعلوهم
يشاهدونكم وانتم لا تحترمون بعضكم بصراخكم على بعضكم وشتمكم لبعضهم . حتى
لا تهتز صورتكم امامهم وثقتهم بكم كأباء وامهات. والبحث عن غيركم ليسعدهم
ويعتني بهم..
فتكونوا نسخة طبق الأصل عن الأجيال السابقة والذين نفرتم من اسلوبهم وتعاملهم معكم

الواقع يتكون من ثلاث مؤسسات مهمه

أهم هذه المؤسسات ومركزها واساسها المتين هي الأسرة

مؤسسة الأسرة ( الأب والأم) :هي أساس واقع حياة ابناؤهم وهي أساس المؤسستين المتكونه من المدرسة والمجتمع
إن كانت علاقاتهم واضحه ولديهم فكر ناضج فيكون متين لا يتصدع مع التقلبات
والتغيرات ويستطيع ابناؤهم أن يتعاملو بشكل ايجابي ومفهوم مع المدرسة
والمجتمع وهم صغار حتى يكبروا . بخلاف ذلك حتما سينهدم الجيل القادم ويضعف
البناء ويتصدع المجتمع .

بمعنى أخر وبمفهوم أخر

الأسرة : هي المؤسسة التربوية الأولي التي يترعرع فيها الطفل ويفتح عينيه
في أحضانها حتى يشب ويستطيع الاعتماد على نفسه، بعدها يلتحق بالمؤسسة
الثانية وهي المدرسة المكملة للمنزل ولكن يبقى وتتشكل شخصية الطفل خلال
الخمس السنوات الأولى (أي في الأسرة)، لذا كان من الضروري ان تلم الأسرة
بالأساليب التربوية الصحية التي تنمي شخصية الطفل وتجعل منه شابا أو فتاة
واثقين من أنفسهم أصحاب شخصية قوية ومتكيفة وفاعلة في المجتمع.

أما بالنسبة للأباء والأمهات أدعوكم بتغيير أفكاركم وتعاملكم مع أبناؤكم وتصلحوا ما تبقى فلم ينتهي الوقت.

كونوا ايجابين مع اولادكم وليس سلبين متحججين بالدنيا ومادياتها .. فما زال ابناؤكم بحاجة لكم ولنصحكم ووقوفكم جنبهم..

همسة أخيرة :
وضعت بين يديكم مفتاح قطار الأسرة والمجتمع
بقي عليكم أنتم أن تزودوا القطار بالوقود وتضعون المفتاح بمكانة المناسب
ليسير القطار على السكة التي تختارونها وترونها مناسبة لكم ...

أخيراً وليس أخراً

لا أبحث عن جائزةٍ ولا عن شكرٍ ولا عن تقديرٍ ولا عن إعجابٍ
إنما أذكركم بأن يكون تفكيركم أعمق وأبعد من انوفكم وللأمام ،وليس فقط للحظة التي تعيشون بها أو بحدود أنفكم .

كل الود والتقدير والأحترام لكم

منقول

» بستان الهيل
» فراشات في بستان الذات
» معنى السعادة
» لو تملك مفتاح السعادة لمن تهديه
» لست أرى السعادة جمع مال . . . ولكن التقيّ هو السعيد